Saturday, November 2, 2013

ليلة مع السيد لازاريسكو


موت السيد لازاريسكو The Death of Mr. Lazarescu (بالرومانية: "Moartea domnului Lazarescu") الفيلم المنتج في 2005 وصائد الجوائز العالمية واستحسان النقاد هو فيلم روماني من اخراج المخرج الروماني الموهوب كريستي بويو.Cristi Puiu.

هذا الفيلم يعيد للسينما الرومانية انتعاشها من جديد بعد سنوات الظلام والدكاتورية التي انتهت بإعدام الديكتاتور شاوشسكو في 1989
لقد أُنتجت الكثير من الافلام بعد زوال الدكتاتورية في رومانيا واعادة الفن السينمائي لانتعاشه، ولكن يظل بويو بفيلميه "موت السيد لازاريسكو" في 2005 و "الفجر" في 2010 هو صاحب بقعة الضؤ او ال
Aurora والتي تعني "الفجر" أو "انبثاق النور من الظلام" تماماً كمسمى فيلمه حاصد الجوائز "Aurora" في 2010.

موت السيد لازاريسكو يمكن تصنيفه بفيلم كوميديا سوداء ودراما خالصة. هذا الفيلم يبدأ بالتلاعب بأعصابك منذ قراءة العنوان فهو يخبرك بجرأة أن هذا الفيلم بطله لازاريسكو وأن لازاريسكو هذا سيموت، الآن فلتشاهد هذا الفيلم!

الفيلم يحكي عن معاناة لازاريسكو، الرجل الستيني الوحيد، خلال ليلة واحدة تدور أحداثه في بيت السيد لازاريسكو وفي عربة اسعاف وفي غرف المستشفيات.. وما يذهل في الفيلم هو طبيعيته المذهلة واهتمام المخرج بأدق التفاصيل في الأمكنة وبأدق التفاصيل في الحوار.. والمذهل أكثر أن كل هذه التفاصيل تظهر بطريقة تلقائية جداً.. فتحس أن هذا الحوار يحدث في مستشفى الخرطوم التعليمي أو مستشفى أمدرمان أو طرابلس أو اسطنبول أو دلهي أو أي مستشفى كبير في أي مكان في العالم ذهبت اليه وسمعت حواراته وأطبائه الآليين أو المتذمرين أو المتعاطفين، ومرضاه بجميع مزاجاتهم وأصوات أناتهم وزوايا نظراتهم وسعالهم وقيهم.. وما يجعل روحك تتشابك مع الأحداث وتفاصيلها هو تكنيك الكاميرا المهتزة الفضولية واللقطات الطويلة التي تحاكي الواقع.
إنه نوعية تلك الأفلام التي تشد أعصابك منذ الثانية الأولى وحتى الإظلام.. فهو أفضل عمل فني يمكن أن يعكس لك تصرفات عجوز سكّير وحيد ومريض بإغماءاته وسعاله ووقوعه على أرضية المستشفى وتوبيخ الاطباء له واحتياجه لأسرته وهلوسته ودلعه وحتى بوله على ملابسه! فيلم من نوعية سينما التفاصيل الدقيقة بنكهة سينما "الدوغما 95" ونكهة "الدراما الوثائقية".. هذا البويو إستطاع خلط كل هذا في فيلم روماني مميز جداً يعيد للسينما الرومانية انتعاشها وقوتها كما أن بويو قد صرح قبلاً أن فيلميه "لازاريسكو" و "اورورا" هما جزئين من سداسية تحكي عن الحب عند الانسان الروماني بجميع أنواع الحب والعلاقات الانسانية في أحياء وضواحي بوخارست.

ترشح الفيلم ل 34 جائزة عالمياً في مهرجانات وجمعيات سينمائية فاز منها ب 28 جائزة من ضمنها سعفة كان الذهبية و ست جوائز في مهرجان ترانسلفانيا الروماني، ويعتبره النقاد من الأفلام المحورية في اعادة الانتعاش للسينما الرومانية، بل وفي تاريخ السينما الرومانية بأسرها.. وينتظر السينمائيون بشوق بقية افلام السداسية التي اعلن عنها بويو بعد النجاح الجماهيري والنقدي العالمي الذي لقياه الجزئين "موت السيد لازاريسكو" و "الفجر".